تستحسن السلطة دائماً أن يكون بجوارها ووراء ظهرها من يدفع عنها الأتهامات والشبهات والأنتقادات والمعارضات وهى إن لم تجدها تصنعهم على عينها ووفق رغباتها ، أى إن تقولب هذه الشخصيات وتصبغها صبغة سلطوية مع تمسها بالطبع بمعين مهارات الانسحاق التى تتوافق مع التبرير والنفاق والتدليل والتفتيش فى نوايا الآخر خاصة المختلفين معها ، ويبدو أن السلطة الحالية تمر بأزمة فى البحث عن مثل هؤلاء فى الاعلام والصحف رغم بروز بعض هذه الشخصيات من المتحلقين و" والملزقين " و " الهتيفة " خلال العامين الماضين ، ومن ثم لجأت إلى حيلة التخفى وراء شخصية لتكتب فى إحدى الصحف السيارة المتبرعة و"الخدومة " دوماً سواء كان على السلطة إخوانى أو جنرال ، وما تصنعه تلك الشخصية على الأوراق يعبر عن مأزق السلطة قبل أن يعبر عن قدرتها على الدفاع عن نفسها ، فهى إذا كانت تظن أن كلمات أبنائها - أبناء السلطة _ ستدفع عنها وخز الأقلام المختلفة المعبرة أصلاً عن مجتمع قبل أن تعبر عن ذوات كتابها ، فهى واهمة لم تدرك بعد أين هى من مجتمعها الذى تشارك معها فى لحظات الحقيقة ، فالديناميكية مظهر حياة ، لا توقفها سلطة أو يمنعها رادع ، فهذا المجتمع هو الذى يعطى ، وهو الذى يمنع ، وهو الذى يحب وهو الذى يكره ، وهو الذى يضحى ، وهو الذى يحاسب ، فليس هناك عطاء دلئم أو حب مستمر أو تضحية أبدية ...!!!
أن يكتب " ضابط " من القصر كلمات فى صحيفة لإحساسه بأن قائده لا يجد من يدافع عنه ، مسألة تدعو للمرارة وتؤشر إلى حالة السيولة ، فكأن المؤسسة تبحث عن أصدقاء رغم أنها جاءت بإختيار شعبى غير مسبوق ، لأن المسألة تعكس تشوشاً فى الرؤية وغيبة لتقدير الأمور ومسألة جديدة على مؤسسة الحكم ، لم تألفه فى الماضى القريب أو البعيد ، ففى الزمن الماضى كان هناك مقربون يعبرون عن رؤية السلطة فى الإعلام ، هيكل وموسى صبرى وأنيس منصور وغيرهم ، أما الآن فغالباً لم تسعف الخبرة فى إيجاد أشخاص بجدارة هؤلاء ، كما لم تسعف فى أشياء كثيرة ، منها صناعة رجال دولة أو حتى إطلاق عملية إستخراج " ذهب المجتمع " كوادره " التى تماثل الذهاب إلى وعورة طريق جبل السكرى ، العملية شاقة وتحتاج إرادة وليست كلمات للدفاع ، فمن الأحرى بـ " ضابط القصر " ألا يضيع الوقت فى الكتابة ، بل ينفقه فى العمل بتركيز حتى نحقق المستهدف ، أى صالح البلاد والعباد .
" الضابط " ضابط إيقاع الكلمات ، استغرقه الهجوم على المختلفين مع السلطة ، وأنصرف بسطحية إلى تعليب الأتهامات " خائن ... عميل ... إلخ " فى حين أن المعلن أن الدعوة للتشارك واستيعاب المختلفين بل وحتى المناهضين إذا تصالحوا حسب " خطابات تليفزيونية سلطوية معلنة "
" صعبانه عليا " السلطة إذا كانت تعلم وتصعب علينا أكثر إذا لم تكن تعلم أن الضابط يكتب ، فأزمتها الكبرى التى تكرست عبر شهور هى إيمانها بأن المشكلة والحل فى الإعلام ظناً منها أن التعبئة والتجييش ، مثل الماء والهواء ، أبديان ولذا أنغمست فى الدعاية رغم الفرص الكبيرة والقدرات الهائلة للأمة ، صعبان عليا " الضابط " ضابط إيقاع الكلمات ، لانه جاء لبيع الماء فى حارة السقايين ، وظن أن بإمكانه ربط حماره بجانب حصان العمدة ، عليهم أن يفكروا بتدبر بدلاً من الحلول الساذجة وأفكار التدبير المنزلى والخناقات البلدى ، من يدافع عنك هو عملم فقط ، فهذه بلاد يلزمها عمل وليس دعاية أو " ضباط كتبة "
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق