دبلوماسى غربى مطلع على الملف تحدث إلى " هاف بوست عربى " قائلاً: هذا المشروع بعيداً عن الجانب الاقتصادي رغم أهميته، إلا أن الشق السياسى له لا يقل أهمية "
وأضاف أن زيارة صهر الرئيس الأمريكى ترامب ومستشاره " جاريد كوشنر "، السرية للمملكة العربية السعودية فى أكتوبر / تشرين الأول 2017، والتى كشفت عنها CNN، لم تكن فى حقيقة الأمر إلا لوضع اللمسات النهائية لهذا المشروع الإقتصادي - السياسى - مع كل من ولى العهد السعودي " بن سلمان " والرئيس المصري " عبد الفتاح السيسى ".
وأوضح أن الفكرة بإختصار هى أن " نيوم " ستكون نهاية الأزمة الإقليمية التاريخية بين العرب وإسرائيل، إذ سيبدأ المشروع من جنوب سيناء فى مصر أولا، ليمتد شمالاً لتشمل شبه جزيرة سيناء كاملة، وبذلك يكون المثلث العملاق فى مصر والأردن والسعودية بمثابة منطقة إقتصادية حرة.
وقال " سيسمح هذا بهدوء وبساطة للفلسطينيين بالتحرك والعمل، بل والعيش فى الجزء المصري، وقد أتفق على أن تتولى إسرائيل الشق العلمى والتقني فى المشروع "
الدبلوماسي وصف هذا المشروع بأنه " صفقة رابحة للجميع " من جانب إسرائيل ستنهي عزلتها وتصبح معترفاً بها إقليمياً من جيرانها، وأزمة الفلسطينيين ستحل وسيوفر لهم فرص عمل جديدة بالمشروع، نفس الشيء للجانب المصري والأردني، آمال جديدة وفرص عمل جيدة، حقيقة أراه مشروعاً رابحاً ".
وعلق الدبلوماسي قبل أن ينهى حديثه قائلاً: أما الحكام الأربعة فهم مناسبون جداً وتواقون لانتهاز الفرصة، بن سلمان والسيسي كلاهما يريد دعم الغرب السياسى للحفاظ على سلطتهم، ونتنياهو يواجه أزمة لا تخفى على أحد، وترامب تاجر ماهر، سيحقق أرباحاً مالية غير مباشرة عبر الشركات الأمريكية التى ستأخذ نصيباً جيداً من المشروع.
وأضاف أن المشروع سيمثل بالطبع مجداً غير مسبوق ل " ترامب "، إذا نجح فى تصفية الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية بسلاسة " ألم أقل لك أراه مشروعاً جيداً ".
وقال " حتى الآن الجميع متناغم، وقد نفذت مصر الشق الأول فعلياً بتسليمها جزيرتي تيران وصنافير للمملكة لتكون فى قلب المشروع، وحالياً يقوم الجيش بتطهير سيناء من الإرهاب تمهيداً للبدء فى المشروع، ومن جانبها بدأت المملكة فى توفير السيولة الواجبة للمشروع وإنشاء صندوق مشترك قيمته 10 مليار دولار مع الجانب المصري تدخل فيه السعودية بالمال ومصر بصحتها فى الأرض ".
لكن على الجانب الآخر نجد أن حكومتي القاهرة وعمان لن يكون لهما فعلياً سيطرة على تلك الأراضي ( وكأنها قد بيعت للمملكة وتم تحصيل ثمنها) فالمتحكم والمسيطر سيكون الشركة المالكة وقوانينها الجديدة، وهذا ما تقبلته القاهرة بسهولة ورفضته عمان بشدة.
وأوضح أن بن سلمان يضيق بالملك الهاشمي فتوقفت تقريباً المساعدات التى تضخ لعمان على عكس القاهرة والتى تسلمت ومازالت تتسلم الكثير، ومؤخراً وجه الملك عبد الله ضربة لبن سلمان بتوجهه لتركيا والوقوف معها فى نفس الخندق إزاء القرار الأمريكى بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهو ما حذره منه بن سلمان لكن الهاشمي رفض وأصر على السفر.
وحتى نفهم كيف يفكر " بن سلمان " فى المشروع نسرد هذه الطرفة التي أبكتني: فى مؤتمر " مستقبل الإستثمار فى السعودية " حضر كثير من رجال المال والبنوك، واعتلي بعضهم المنصة بجوار بن سلمان ومنهم " ماسايوشي سون " رئيس مجموعة سوفت بنك اليابان، الذي أحرج ولي العهد حين قال إن NEOM تعنى أننا سنصنع " مكة جديدة " وتدارك ولى العهد هذا الخطأ قائلاً: هو يقصد إنها ستكون منطقة جذب جديدة، وحرف ال M هنا تعنى المملكة وليس مكة.
وأخيراً واستباقا للأحداث فإن الجميع يتوقع أن يتولى مكتب خبرة " صهيونى " تخطيط وتنفيذ وإدارة المشروع from A to Z....
#ودعناً_سيناء_المصرية
منذ أن تنازلنا عن جزيرتي تيران و صنافير، وقبضنا المليارات من سلمان..
هذا هو ملخص كل ما قصدت من نقله حرفيا من موقع " هاف بوست بالعربى "
الثلاثاء، 6 مارس 2018
ما وراء " نيوم "
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق