الأربعاء، 17 يناير 2018

ديفيد هيرست: إسرائيل وأمريكا جاءا بالسيسي للقدس

Noنص المقال كما نشرته " ميدل ايست أي " وترجمته شبكة رصد :
يمكنك أن تتخيل معى سيناريو مكالمة هاتفية بعد اعتزام سامى عنان، رئيس الأركان السابق، خوض السباق الرئاسى فى مصر، تجربة المخابرات العسكرية المصرية، الموالية لعبد الفتاح السيسي وتعمل ساعات إضافية من أجل تحريك " الدمى " فى وسائل الإعلام.
* خليناها بسيطة عشان تقدر تفهمها.
** أمرك يا فندم.
* عنان بيخرف، مش بيعرف يقول كلمتين على بعض، وبيكرر الكلام، إنما السيسي متحدث لبق، عايش على كرسى متحرك، إنما السيسي على حصان أبيض.
** علم يا فندم.
وعنان منافس ثالث قوى لعبد الفتاح السيسي، عرفته من أكثر من عام، بعد كتابتي مقالا بعنوان " السيسي كان ميتا " قارنت فيه السيسي بالملك سليمان الحكيم، والذي توفي على كرسيه ولم يعرف أحد بوفاته، والكائن الوحيد الذي عرف بها هو النمل الأبيض الذي أكل عصاه.
والنمل الأبيض الذي يأكل سلطة السيسي الآن، هم الأشخاص الأقرب للسلطة وعلى إطلاع كبير بما يدور فى كواليسها ؛ لكن أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء أبان رئاسة مبارك، تراجع عن فكرة الترشح بعد تهديده بقضايا فساد وأشرطة جنسية، وتهديده بابنته.
وأثناء وجوده في المنفي بالإمارات، جمع شفيق قائمة واسعة من الداعمين المحتملين:
أولا: الدولة العميقة، كجنرالات المجلس العسكري و" شرا..ميط " داخل المخابرات العامة الذين تحدث عنهم النقيب أشرف الخولى أثناء توجيهه لعزمي مجاهد.
ثانياً: دعم رجال الأعمال المقربين لمبارك، الذي يدين له أحمد شفيق بمسيرته المهنية.
ثالثاً: دعم المعارضة العلمانية والإسلامية، إذ تواصلت أفراد داخل جماعة الإخوان المسلمين فى معسكريها الإصلاحي والحرس القديم مع شفيق.
وواجه السيسي تهديدا أخر من الداخل، تمثل فى الفريق محمود حجازي، الذي أقيل من منصبه رئيساً لأركان القوات المسلحة، ويبدو أن الأقالة جاءت بعد أن قدم نفسه رئيساً على قائمة الإنتظار أثناء خروجه من طائرته فى واشنطن لمشاركته فى مؤتمر رؤساء الأركان لمكافحة الإرهاب فى أكتوبر الماضى.
ولم يتضح بعد ما تحدث حجازي عن الترشح للإنتخابات القادمة، أو ما إذا كان يعتزم خوض المنافسة بطرق أكثر مباشرة.
الإقتصاد والغبي :
عنان، شفيق، حجازي، كلهم من المطلعين على الأوضاع الداخلية المصرية جيداً، ولم يزرفوا دموعا على الرئيس السابق محمد مرسي، كما لم يتحدثوا عن أكثر من 50 ألف سجين سياسي، إلا أنهم يروا أن سوء إدارة السيسي يشكل خطراً أكبر مما يشكله على الحركة السياسية المصرية، فهو يشكل خطراً على الدولة نفسها، فهل طرأت أمور سيئة؟
يتصدر سوء الإدارة الاقتصادية قائمة المظالم، وهو أمر واضح جلياً أمام السعودية والإمارات، أكبر داعميه، فوفقا لارقام البنك المركزي المصري، ساهمت السعودية والإمارات والكويت ب 12 مليار دولار على هيئة مساعدات، 6،2 مليار دولار على هيئة استثمارات، ومن المرجح أن تكون الأرقام أعلى من ذلك بكثير.
وتحدث أمير دبى ورئيس الوزراء الإماراتي، محمد بن راشد آل مكتوم، عن تلك الحقيقة حينما قال، إن الإمارات وحدها منحت السيسي خلال عامين 14 مليار دولار، ويتطابق هذا مع التسريبات التى سربت من مكتب مدير مكتب السيسي عباس كامل، والذي أكد أن مجموع المساعدات الخليجية تجاوز ال50 مليار دولار.
وفى واحدة من أشهر التسريبات فى فبراير 2015، تعهدت دول الخليج الثلاث بتقديم مساعدات مالية بقيمة 15.2 مليار دولار، وإذا أضفنا إليها ال 6 مليارات الأخرى التى وصلت مصر من صندوق النقد الدولى فهذا يعنى أن أكثر من 70 مليار وصلت مصر خلال السنوات الخمس الماضية، وفى نفس التسريب، سخر السيسي من المانحين الخليجيين، حينما قال " معاهم فلوس زي الرز " على كل حال، لم يعد السيسي يتحدث عن الرياض بتلك الطريقة بعد التسريب، ولذلك سيكونوا محقين إذا سألوا: هل استحوذ السيسي على تلك الأموال لنفسه؟
ورغم مساهمة قرار تعويم الجنيه المصري فى رفع الاحتياطات الأجنبية من 19 مليار دولار إلى 36.7 مليار دولار، إلا أن القرار ساهم فى رفع معدل التضخم لأكثر من 30%.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق