الأحد، 26 نوفمبر 2017

#كيس_الفئران

حكى هذه القصة أستاذ فلسفة يعمل بأحد جامعات صعيد مصر :
بمجرد أن وضعت سماعة التليفون قررت السفر للقاهرة فوراً وبأى وسيلة ، وقدراً وجدت قطار به بعد الأماكن وطبعاً فى الظروف الطارئة  لا يهم أن كانت العربة درجة أولى أو تانية ، وجلست بجوار فلاح تقريبا فى نهاية العقد السادس ( حاجة وخمسين ) من عمره يحيط قدميه بشوال متوسط الحجم ولكنه مملوء بشىء يتحرك داخله .
والذى أثار فضولى أن الفلاح مواظب على تحريك الشوال بعنف كل ربع ساعة تقريباً ، فسألته عن السبب
 ( فى البداية كنت أظن أن الشوال به صنف من الطيور الداجنة سيبيعها أو يهديها ) وكان رده مفاجأة لم أتوقعها :
الفلاح : هذا الشوال الذى تراه بين قدميى ملىء بالفئران أصطادها من الغيطان وأوردها لمركز بحوث علمية بالقاهرة بمقابل إلى حد ما مجزى ، أما عن سبب هز الشوال وتحريكه كل بضع دقائق فهذا راجع إلى خوفى أن يشعروا بالراحة والأستقرار فيتجهوا إلى قرض الشوال للتخلص مما هم فيه من قيد .
الأستاذ الجامعى بدا منصتاً لكلام الفلاح وكأنه فى محاضرة يلقيها فيلسوف كبير ، وشرد بينه وبين نفسه .
ما الذى يقوله هذا الفلاح البسيط وكأنه وضع كلتا يداه الخشنتان ( وربما غير مهتم بنظافتهما ) فوق جرح كل العرب وتحديداً المسلمين منهم (أهل السنة والجماعة على وجه الخصوص )
هذا تماما ما يصنعه الأجنبى مع العربى ، ويصنعه الحاكم مع شعبه .
" إذا شعر المواطن بالشبع والإشباع سواء المادى أو المعنوى ، غذاء وملبس ومسكن وثقافة وعلم ، فسيطالبون بالحرية "
" وإذا طالبوا بالحرية فلن يكون للأجنبى المستغل ولا الديكتاتور المستبد الفاسد مكان فى وطننا "
#أنتهى_الدرس_يا_عرب
درس تعلمه دكتور فلسفة من فلاح بسيط .
خطر على كل من خارج الشوال ، إذا شعر سكان الشوال بالراحة والإستقرار .
آسف للتمثيل بالجرذان ، ولكننا هكذا نبدوا فى عيونهم ، وإذا خرجنا من الشوال سنصير أحرار كشعوب العالم الحر ونتخلص من صفة الجرذ .....


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق